الفريدي,,,,,,, وحقبة الذاكره

الفـريــدي .. وحقبـة الذاكــرة
محمـد بنيــس

شيء مـا يحـدث للهـــلال .
رحيل مـدرب .. صعوبة قاسيـة في الفـوز .. وسهولة غريبـة للتعـادل أو الخسـارة ..رعونة عزيـز وطرده ليـس من الملعـــب ولكن من عقول ووجدان عشــاق الهـــلال ..
خسـارة ( رديئة ) للقــب الدوري .. وأخيـــراً .. إصابـة المبـدع الفنـان آخـر صيحـات الجيـل الجديد في الهــلال .. أحمـد الفـريــدي .. إصابة بكسـر مضاعـف أو مزدوج بمعنـى غيابـه طويلاً جداً عن الملاعـــب ..
فرحة كانت عيداً .. بلقـب كأس ولي العهــد .. وانتزاع الفـوز من فم الأسـد الشبابـي وبعشـرة لاعبيــن ..
فرحـة واحدة .. وأحزان كثيـرة .. ويبدو أن القمـر تنقل عبـر أبراج نحس أخرى على قول الفلكيين ..
ولا أحد يعلم سوى الله .. هل تعـود الأعياد الزرقاء مع كـأس المـلـكـ .. ومع ختامه مسكاً وعنبراً .. وسننتظر ونردد قوله تعـالى [ فإن مع العســر يسـرا.. إن مع العسـر يسرا ] .. صدق الله العظيــم .
شـيء ما يحــدث للهــــلال .
بلاء .. هو اختبار لإيمــان الأمير عبد الرحمـن بن مساعد ... ولكل قلوب ووجـدان عشـاق الأزرق .. وعشـاق الضيــاء والقــزاح ..
وإصابة أحمد الفريدي .. محطة توقف ستكون حاسمـة في حياتـه .. سيعيـد في زمـن القهـر السـريـري كل شـريط الأحـداث .. كيف بدأ .. كيف نشأ .. كيف لعب .. كيف تألق .. متى راوغ .. متى سجل .. متى هتفت له المدرجات .. متى صفـــرت ؟ .. وسيسترجع ما كتبه النقاد .. وما قاله المحللون .. من مدح .. وعتاب .. وربما نقد قـاس ..
الفريدي سيتذكر مارادونا عندما لعب في اسبانيا قبل الانتقال لنابولي الإيطالية .. وكيف تعرض لإصابة خطيـرة جداً في أربطة القـدم .. خرج بعدها الطبيب البرشلوني وأعلن : عندما شاهدت تمزق الأربطة ارتعبت .. وعرفت أن أمامي وقتاً طويلاً من العمل الدقيـق جداً .. وبعد أن انهيت التدخل الجراحي .. حمدت الله وقلت : إن القدرة الإلهية وحدها تدخلت لإنقاذ التخريب الذي حدث لأربطة قدم مارادونا ..
بعدها أصبحت هذه القدم الأغلـى والأمتـع في العالــم .. وكا مارادونا وما زال العبقـــري الذي لم يتكـرر حتى الآن في تاريخ كرة القدم ..
لا شك أن الفريدي يعرف هذه القصـة .. ويعـرف أيضاً أن شاباً آخر من سنه وجيله .. هو شقيقه القطري الدولي المبدع إبراهيم خلفان .. حيث أبعدته الإصابة والجراحة والاستشفاء قرابة العام .. لكنه عاد فناناً أكثـر .. ومبدعاً أقوى وأنضج .. وما زال يقاتل من أجل إبداعه لتخطي مسافات أخرى للنجاح والتمييــز ..
ولو فتح الفريدي كتاباً للكرة سيقرأ أن الأسطـورة بيلـيه كسروه في مونديال انجلترا سنة 1966 ... ولوا استطاعوا لقطعوه إرباً .. إربا ..
( الشرائط متوفرة في الأسواق وفي موقع الفيفـا ) .. ولكن بيليـه عاد بعدها بحقبة نوقف مونديالية واحدة .. وعندما خاض كأس العالم بمكسيكو 1970 .. كان " المعلــم " والهـداف والفنــان وأحرز كأس العالم في زمـن العمالقــة والنجــوم في جُل المنتخبات .
يقول الله عز وجـل [ وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ] وهي قاعدة أساسية تمشي على الأرض .. ولعـل الفريـدي تألم وتوجع كثيراً .. لكنه لو يحمد الله .. ويتأمل .. ويشاهد .. ويراجع .. وينبش ذاكرة كل شيء .. ويدعوا خالقه عز وجل .. سيعود بإذن الله أفضـل وأمتـع ... وأقــوى بكثيــر جداً .. جداً مما كان .. وربما يُخبيء له " المكتـوب " قدراً آخــر ..
سيتعرف فيه على عوالم تمتلك أطيافاً أجمل ضياء وأمتع ألوانا..
وريان بــلال كان السبب ولم ينـل الحمـــراء .. ولكنه بالتأكيـد سيراجـع نفسـه .. ويخاف على نفسـه وهو المهاجـم .. سيعرف أن إيذاء الآخرين ( إذا كان عمــداً ) فعل ترفضـه السمـاء ويرفضـه الإنسان .. ويعاقب عليه القانــون ..
لكن أحمـد بالتأكيد سيسامح بــلال .. وقد سامحــه .. لأنه مؤمــن .. ولأنه إنسان ... ولأنــه هــلالــــــــــــي .